حثت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بقضايا حقوق الإنسان، إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمصادقة على تقرير الأمم المتحدة بشأن الحرب الأخيرة في قطاع غزة، وطالبت بضرورة تحقيق العدالة لكلا الجانبين: الفلسطيني والإسرائيلي.
وأكدت المنظمة HRW التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، أن شطب أو إهمال أي بند من بنود التقرير سيتضارب مع التزامات الرئيس أوباما بحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، كما أنه سيكشف عن ضعف في التعامل الدولي مع مثل هذه الأزمات.
وقالت سارة لي واتسون، المديرة الإقليمية لمنظمة HRW في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "إن فشل إدارة أوباما في تحقيق العدالة لأهالي الضحايا من الجانبين سيكشف عن نفاق الحكومة الأمريكية."
وأضافت: "لا يمكن لإدارة أوباما المطالبة بالكشف عن جرائم الحرب في الكونغو أو السودان، والتغاضي عما حدث في غزة."
وقد أظهر تقرير الأمم المتحدة، بإشراف القاضي ريتشارد غولدستون، أن كلا الجانبين ارتكبا انتهاكات لقوانين الحرب خلال الهجوم على غزة، بعضها يمكن أن يصل إلى درجة جرائم حرب، وبعضها الآخر يمكن أن يوصف بـ "جرائم ضد الإنسانية".
وطالب تقرير غولدستون إسرائيل وحماس بضرورة إجراء تحقيق مستقل خلال ستة أشهر للبحث في أسباب هذه الاعتداءات.
إلا أن الجانب الأمريكي قدم بعض الانتقادات بشأن هذا التقرير، حيث قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، إن التقرير "غير متوازن، وينحاز إلى طرف دون الآخر."
وقد غطى التقرير في البداية الهجمات الإسرائيلية على غزة، بينما لم يتم التطرق إلى هجمات حماس، غير أن تدخلات بعض الأطراف طالبت فيما بعد بضرورة إن يشمل الطرفين للتحقيق حول ما جرى.
وأكدت رايس أن مثل هذه التقارير قد تؤثر على عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث أن الولايات المتحدة، وفقا لها، تتطلع دوما إلى الأمام وتحاول نسيان الماضي، كي تتمكن من إيجاد حل يرضي الطرفين.
يذكر أن لجنة تقصي الحقائق وصلت إلى قطاع غزة في يونيو/حزيران الماضي عن طريق مصر، وضمت 15 عضوا من الخبراء الدوليين، يرأسهم القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون، بهدف زيارة المناطق التي شهدت توغلات إسرائيلية، وأعمال قصف وتدمير.
وقال غولدستون إن لجنته خلصت، في تقرير مكون من 600 صفحة، إلى أن الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب، وبشكل أو بآخر جرائم ضد الإنسانية، كما وجه اللوم لحماس.
وغولدستون، هو المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية، لما كان يعرف بيوغسلافيا ورواندا، وحققت لجنته بانتهاكات مزعومة خلال الهجوم الإسرائيلي "الرصاص المسكوب،" الذي دام 22 يوماً على قطاع غزة.