قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إنه سيشرف شخصيا على لجنة التحقيق بحادثة مقتل الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي و96 شخصا آخر نتيجة تحطّم الطائرة التي كانت تقلهم قرب مدينة سمولينسك الواقعة غربي روسيا يوم أمس السبت.
جاء إعلان بوتين هذا أثناء تفقده موقع تحطم الطائرة برفقة نظيره البولندي، دونالد تاسك.
هذا وقد عرض التلفزيون البولندي لقطات ظهر فيها بوتين وتاسك في موقع تحطم الطائرة حيث كانا يناقشان آخر التطورات المتعلقة بالحادث.
بوتين وتاسك
تفقد بوتين وتاسك موقع الحادث ووضعا إكليلين من الزهور وسط الحطام
كما ظهر بوتين وتاسك في إحدى اللقطات في وقت لاحق وهما يتعانقان بعد أن وضعا إكليلين من الزهور وسط حطام الطائرة.
وقال بوتين إن جثث ضحايا تحطم الطائرة نُقلت الى موسكو من أجل فحصها وتحديد أصحابها.
وفي وقت لاحق، ذكرت الإذاعة البولندية أن جثة الرئيس البولندي الراحل وجثث الضحايا الآخرين سوف تصل إلى
بولندا اليوم الأحد.
بدوره وصف تاسك الحادث بقوله: "إنها أكبر فاجعة تشهدها بولندا منذ الحرب العالمية الثانية
تحقيق مشترك
من جانبهم، قال المحققون الروس والبولنديون المتواجون في موقع الحادث إنهم استلموا الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة، والذي يحتوي على جهاز لتسجيل المعلومات المتعلقة بالرحلة من بيانات رقمية وفيزيائية، وآخر لتسجيل الأصوات والحوارات داخل الطائرة.
يمكن التنشغيل باستخدام برنامج "ريال بلاير"، او "ويندوز ميديا بلاير
وأضاف المحققون قائلين إنهم يودون فحص وتدقيق التقارير الروسية التي ذكرت أن الطيار تجاهل إنذارات متكررة بألاَّ يحاول الهبوط بسبب الظروف الجوية السيئة في المنطقة.
وكان شهود عيان قد قالوا إن جناح طائرة التوبوليف 154 الأيسر كان متجها نحو الأسفل لدى اقترابها من قاعدة سموليسنك.
وأضافوا قائلين إن الطائرة اصطدمت بالأشجار لدى سقوطها، لتتحطم بعد ذلك وينتشر حطامها على مساحة واسعة وسط منطقة غابات.
جثة الرئيس
في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن أحد النواب البولنديين قوله إن جاروسلاو كاتشينسكي، رئيس وزراء بولندا السابق والشقيق التوأم للرئيس الراحل ليخ كاتشينسكي، قد زار أيضا موقع الحادث وتعرَّف على جثة شقيقه.
وكان جاروسلاو كاتشينسكي وتاسك قد سافرا برَّا إلى مدينة سمولينسك قادمين من مدينة فيتيبسك في روسيا البيضاء.
أُعلن الحداد الوطني في بولندا لمدة أسبوع على أثر حادث تحطم الطائرة
يُذكر أن الرئيس البولندي والوفد المرافق كانوا متوجهين لإحياء الذكرى السبعين لمذبحة "كاتيان" التي قضى فيها آلاف البولنديين على أيدي القوات السوفياتية خلال الحرب العالمية الثانية.
وجرت المذبحة، التي تعرف باسم غابة "كاتيان" التي شهدت فصولها، على الحدود مع روسيا البيضاء.
وكانت وزارة الطوارئ الروسية قد أكدت أن كافة من كانوا على متن الطائرة البولندية المنكوبة قد قُتلوا، بمن فيهم الركاب الـ 89 وطاقم الرحلة البالغ عددهم 8 أشخاص.
كبار المسؤولين
وقد كشفت القائمة بأسماء ضحايا حادث سقوط طائرة الرئاسة البولندية، والتي قتلت فيها مع الرئيس زوجته ماريا وعدد من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين.
ومن بين المسؤولين البولنديين الذين وردت أسماؤهم في قائمة الضحايا التي أعلنتها وزارة الطوارئ الروسية: محافظ البنك المركزي، ونائب وزير الخارجية، ورئيس مكتب الأمن القومي، ونائب رئيس البرلمان، ورئيس اللجنة الأولمبية، ومفوض الحقوق المدنية، واثنين على الأقل من مساعدي الرئيس، وثلاثة من أعضاء البرلمان.
غير أن خسارة المؤسسات العسكرية كانت الأفدح، فقد لقي رئيس أركان الجيش فرانسيشك غاغور وقادة السلاح البحري والجوي والبري حتفهم في الحادث أيضا.
مذبحة كاتيان
كما كان على متن الطائرة المنكوبة أيضا بعض أقارب الضحايا الذين قضوا في مذبحة كاتيان، وكذلك آنا فالينتينوفيتش التي أشعل طردها من عملها في حوض بناء السفن بمدينة جدانسك عام 1980 شرارة إضراب العمال الذي أسس لحركة التضامن الشهيرة برئاسة ليخ فاليسا الذي أصبح في وقت لاحق رئيسا للبلاد.
من جهة أخرى، أعلن رئيس مجلس النواب والرئيس البولندي بالوكالة، برونيسلاف كوموروفسكي، الحداد الوطني لمدة أسبوع على أثر حادث تحطم الطائرة.
وقال كوموروفسكي :"نحن متحدون، لا انقسامات سياسية بين يسار أو يمين. نحن متحدون في الحداد الوطني".
حداد في روسيا
قُتل مع الرئيس كاتشينسكي زوجته ماريا وعدد من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين
كما أعلن الرئيس الروسي ديميتيري ميدفيديف بدوره الاثنين المقبل يوم حداد في روسيا على مصرع الرئيس البولندي.
يُشار إلى أنه من المفترض أن تنظم بولندا انتخابات رئاسية قبل نهاية حزيران/يونيو المقبل، وذلك عملا بمقتضيات الدستور إثر مقتل الرئيس.
فبموجب المادة 128 من الدستور البولندي، فإن أمام رئيس مجلس النواب 14 يوما لتحديد موعد الانتخابات، وذلك "باختياره يوما لا يتزامن مع أي مناسبة أخرى في غضون الستين يوما من ضمنها يوم إعلان الانتخابات".